• ×
الإثنين 7 يوليو 2025 | 07-06-2025

الاقتصاد السعودي .. قوة الاستثمار المتنوع وفق رؤية 2030

الاقتصاد السعودي .. قوة الاستثمار المتنوع وفق رؤية 2030
0
0
الآن - برزت المملكة العربية السعودية كقوة استثمارية صاعدة تنتهج مساراً استراتيجياً طموحاً تجسد في “رؤية السعودية 2030”، التي أطلقها سموُّ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله - لتصبح خارطة طريق وطنية تهدف إلى إعادة هيكلة الاقتصاد السعودي وتعزيز مكانته في ظل التحولات الاقتصادية العالمية والسعي إلى تنويع مصادر الدخل بعيداً عن النفط .

لطالما كان النفط هو المحرك الأساسي للاقتصاد السعودي، إلا أن تقلبات أسعاره أظهرت الحاجة إلى بناء اقتصاد أكثر تنوعاً واستدامة.
وجاءت رؤية 2030 لتقدم تصوراً شاملاً للتحول، من خلال تقليل الاعتماد على الإيرادات النفطية وتعزيز قطاعات أخرى مثل السياحة، والصناعة، والتعدين، والتقنية، والخدمات اللوجستية، والثقافة والترفيه.

اليوم يُمكن ملاحظة تغيُّرات ملموسة في المشهد الاقتصادي السعودي، حيث تتجه المملكة بثقة نحو تحقيق نموذج اقتصادي أكثر توازناً، يعتمد على الابتكار، ويجذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية.
ويشكل صندوق الاستثمارات العامة (PIF) حجر الزاوية في الاستراتيجية الاقتصادية الجديدة، حيث يلعب دوراً محورياً في توجيه الاستثمارات نحو مشاريع نوعية محلياً ودولياً ، وقد ارتفع حجم أصول الصندوق إلى ما يزيد عن 700 مليار دولار، مع خطط لبلوغ التريليونين خلال السنوات القادمة.

استثمر الصندوق في قطاعات متعددة، مثل التكنولوجيا، والطاقة المتجددة، والعقارات، والرياضة، والترفيه، ما يعكس رؤية شاملة تهدف إلى جعل السعودية مركزاً استثمارياً عالمياً.
وقطاع السياحة والترفيه يُعدّ من أكثر القطاعات الواعدة في المملكة، حيث أطلقت الحكومة مشاريع ضخمة مثل نيوم والقدية والبحر الأحمر، إضافة إلى التوسع في استضافة الفعاليات العالمية الكبرى مثل الفورمولا 1، والمهرجانات الفنية، والمعارض الثقافية.
كما ساهم فتح التأشيرات السياحية في استقبال ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم، ما يعزز من فرص التوظيف ويُولِّد دخلاً جديداً للاقتصاد الوطني.

رؤية 2030 وضعت أهدافاً طموحة لدعم التصنيع المحلي من خلال برنامج “صنع في السعودية”، وزيادة مساهمة الصناعة في الناتج المحلي.
كما أن قطاع التقنية يشهد تطوراً كبيراً مع جذب الشركات العالمية وتأسيس مراكز للأبحاث والابتكار، لتصبح السعودية بيئة جاذبة لريادة الأعمال والتقنيات الحديثة.

هذا التحول الاقتصادي لا يكتمل دون تمكين الموارد البشرية فقد شهدت السنوات الأخيرة زيادة غير مسبوقة في مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل، إلى جانب دعم ريادة الأعمال والمشاريع الناشئة التي يقودها الشباب، وهو ما يعزز ديناميكية الاقتصاد ويخلق بيئة أكثر شمولاً واستدامة.

الاقتصاد السعودي اليوم ، لم يعد مجرد اقتصاد نفطي، بل بات نموذجاً يُحتذى به في إدارة التحول والتنوع الاستثماري.
وبينما تواصل المملكة تنفيذ رؤية 2030 بخطى واثقة، تبرز كقوة اقتصادية واستثمارية إقليمية وعالمية، قادرة على مواجهة التحديات وتحقيق الازدهار المستدام للمواطن وللمنطقة .