“أمي”.. دراما سعودية ناضجة تتفوق فنياً

07-06-2025 12:05 مساءً
0
0
الآن - برز المسلسل السعودي “أمي” في سباق الإنتاجات الدرامية الخليجية، كعمل فني متكامل استطاع أن يتجاوز كونه مجرد اقتباس من عمل كوري شهير، ليصبح نسخة عربية متفوقة فنيًا، سواء من حيث الإخراج أو التمثيل أو اللغة البصرية ، يُعرض عبر منصة “شاهد” في 90 حلقة، استحوذ خلالها على اهتمام نقدي وجماهيري واسع.
استطاعت المخرجة مها الساعاتي أن تقدّم رؤية إخراجية تتسم بالهدوء، التوتر الداخلي، والبُعد السينمائي، مستعينة بأسلوب الكاميرا الواحدة لتصوير المشاهد، مما أضفى على العمل طابعًا بصريًا حميميًا أقرب إلى الأفلام المستقلة.
استخدمت الكاميرا اللقطات القريبة بإتقان، خاصة على وجه الطفلة “بسمة”، ما نقل الألم والخوف دون الحاجة إلى مبالغات درامية أو حوارات ثقيلة ، إخراج بلغة سينمائية .
فريق العمل قدّم أداءً متماسكًا وعميقًا ، تألقت *الطفلة ترف العبيدي، في دور “بسمة”، وجسّدت معاناة الطفلة المعنفة بعفوية تامة، وحضور مؤثر قلّ أن نراه في هذا العمر ، رنا جبران "سهام " الأم التي لم تُقدِّم لابنتها سوى الأمومة فقط گأم "بيولوجية" تعاني من اضطراب نفسي تصمت عن تعنيف زوجها لابنتها لم تستطع أن تكون أمّاً حقيقية قادرة على حماية طفلتها ، العنود سعود، بدور "مريم" الأم التي قدّمت نموذجًا للحنان غير المشروط ، بتعبيرات دقيقة ونبرة صوت تُعبّر أكثر مما تقول ، أما الفنان المبدع تركي اليوسف، فقدّم شخصية زوج الأم "عبيد" القاسي بمعالجة بعيدة عن التكرار، واستطاع أن يعرض الجانب المعقّد للشر الناتج عن بيئة وألم.
الموسيقى التصويرية جاءت خفيفة، غير متكلفة، تعتمد على الكمان والبيانو، لكنها تعرف متى تنسحب تمامًا لتترك مساحة للصمت، ما يعزز الإحساس بالوحدة والخوف ، هذا الأسلوب في التوظيف الصوتي يتجاوز الميلودراما المعتادة، ويقرِّب العمل أكثر إلى التجربة السينمائية الكورية في نسختها الأصلية.
تم اختيار الألوان والديكورات بعناية لتعكس الجو النفسي للشخصيات ، في منزل الطفلة “بسمة”، سيطر اللون الرمادي والبيئة الباردة لتجسيد العنف والقسوة ، بينما غيّرت الألوان نغمتها إلى دفء بصري عند انتقال الطفلة إلى بيت الأم " مريم" ، مع إضاءة هادئة توحي بالأمان.
رغم أن القصة مأخوذة من النسخة الكورية الأصلية (ثم التركية)، إلا أن السيناريو السعودي عالج الأحداث بروح محلية تراعي الثقافة الخليجية، وأضاف تفاصيل تعمّق البُعد النفسي دون الإخلال بجوهر القصة ، نصٌ مُعالجٌ محليًا باقتدار .
وبالمقارنة الفنية مع النسخ السابقة ،جاء الإخراج في الكورية هادئً شاعرياً والموسيقى بسيطة مرافقة للصورة مع أداء تمثيلي هاديء بسيط ، معالجة ثقافية محلية بحتة ، أمّا التركية فكان إخراجها درامياً عاطفياً مباشراً ، وموسيقاها درامية موجهّة للمشاعر ، والتمثيل ميلودرامي أحياناً ، تركية مع مسحة عاطفية .
وفي النسخة السعودية ، الإخراج بصري رمزي تأملي ، الموسيقى خافتة ، أحياناً صامتة ، التمثيل فيها ناضجٌ واقعيٌ مكثف ، متجذرة خليجياً في المعالجة الثقافية .
مسلسل “أمي” ليس مجرد اقتباس سعودي لقصة عالمية، بل هو تحويل فني واعٍ لقصة إنسانية إلى دراما عربية تمسّ الوجدان وتُحاكي الواقع المحلي من خلال إخراج بصري مدروس، وتمثيل راقٍ، وموسيقى متقشفة، أثبتت الدراما السعودية أنها قادرة على إنتاج محتوى يُنافس فنيًا، بل ويتفوّق .
استطاعت المخرجة مها الساعاتي أن تقدّم رؤية إخراجية تتسم بالهدوء، التوتر الداخلي، والبُعد السينمائي، مستعينة بأسلوب الكاميرا الواحدة لتصوير المشاهد، مما أضفى على العمل طابعًا بصريًا حميميًا أقرب إلى الأفلام المستقلة.
استخدمت الكاميرا اللقطات القريبة بإتقان، خاصة على وجه الطفلة “بسمة”، ما نقل الألم والخوف دون الحاجة إلى مبالغات درامية أو حوارات ثقيلة ، إخراج بلغة سينمائية .
فريق العمل قدّم أداءً متماسكًا وعميقًا ، تألقت *الطفلة ترف العبيدي، في دور “بسمة”، وجسّدت معاناة الطفلة المعنفة بعفوية تامة، وحضور مؤثر قلّ أن نراه في هذا العمر ، رنا جبران "سهام " الأم التي لم تُقدِّم لابنتها سوى الأمومة فقط گأم "بيولوجية" تعاني من اضطراب نفسي تصمت عن تعنيف زوجها لابنتها لم تستطع أن تكون أمّاً حقيقية قادرة على حماية طفلتها ، العنود سعود، بدور "مريم" الأم التي قدّمت نموذجًا للحنان غير المشروط ، بتعبيرات دقيقة ونبرة صوت تُعبّر أكثر مما تقول ، أما الفنان المبدع تركي اليوسف، فقدّم شخصية زوج الأم "عبيد" القاسي بمعالجة بعيدة عن التكرار، واستطاع أن يعرض الجانب المعقّد للشر الناتج عن بيئة وألم.
الموسيقى التصويرية جاءت خفيفة، غير متكلفة، تعتمد على الكمان والبيانو، لكنها تعرف متى تنسحب تمامًا لتترك مساحة للصمت، ما يعزز الإحساس بالوحدة والخوف ، هذا الأسلوب في التوظيف الصوتي يتجاوز الميلودراما المعتادة، ويقرِّب العمل أكثر إلى التجربة السينمائية الكورية في نسختها الأصلية.
تم اختيار الألوان والديكورات بعناية لتعكس الجو النفسي للشخصيات ، في منزل الطفلة “بسمة”، سيطر اللون الرمادي والبيئة الباردة لتجسيد العنف والقسوة ، بينما غيّرت الألوان نغمتها إلى دفء بصري عند انتقال الطفلة إلى بيت الأم " مريم" ، مع إضاءة هادئة توحي بالأمان.
رغم أن القصة مأخوذة من النسخة الكورية الأصلية (ثم التركية)، إلا أن السيناريو السعودي عالج الأحداث بروح محلية تراعي الثقافة الخليجية، وأضاف تفاصيل تعمّق البُعد النفسي دون الإخلال بجوهر القصة ، نصٌ مُعالجٌ محليًا باقتدار .
وبالمقارنة الفنية مع النسخ السابقة ،جاء الإخراج في الكورية هادئً شاعرياً والموسيقى بسيطة مرافقة للصورة مع أداء تمثيلي هاديء بسيط ، معالجة ثقافية محلية بحتة ، أمّا التركية فكان إخراجها درامياً عاطفياً مباشراً ، وموسيقاها درامية موجهّة للمشاعر ، والتمثيل ميلودرامي أحياناً ، تركية مع مسحة عاطفية .
وفي النسخة السعودية ، الإخراج بصري رمزي تأملي ، الموسيقى خافتة ، أحياناً صامتة ، التمثيل فيها ناضجٌ واقعيٌ مكثف ، متجذرة خليجياً في المعالجة الثقافية .
مسلسل “أمي” ليس مجرد اقتباس سعودي لقصة عالمية، بل هو تحويل فني واعٍ لقصة إنسانية إلى دراما عربية تمسّ الوجدان وتُحاكي الواقع المحلي من خلال إخراج بصري مدروس، وتمثيل راقٍ، وموسيقى متقشفة، أثبتت الدراما السعودية أنها قادرة على إنتاج محتوى يُنافس فنيًا، بل ويتفوّق .