• ×

12:36 صباحًا , الجمعة 26 أبريل 2024

يوم التأسيس .. والتاريخ والموروث والأمجاد دثار عزّك

الآن - سماء الشريف حين كنا صغارًا درسنا الجغرافيا وحفظنا حدود الوطن المملكة العربية السعودية ، أخبرونا فيها عن مساحة الوطن وعلاقته بدول الجوار والدول الأخرى ، درسنا خلال ذلك المناخ والتضاريس وفي التاريخ كانت ملامح موجزة عن تأسيس الوطن وتاريخه وأعلامه ، كنا فخورين بما نعرف ، وبمرور الأعوام وجدنا داخل هذه الحدود الأكثر مما علينا الفخر والاعتزاز به أكثر ، وجدنا أن تاريخ الوطن أكبر من اختصارات تحتويها المناهج التي درسناها …

تاريخ ممتد على مدى عقود ، لم يكن يقتصر على الدولة التي نعرفها الآن بل هناك بداية انطلقت منذ الدولة السعودية الأولى والثانية واكتمل عقدها بالدولة السعودية الثالثة ، وكلما أمعنت في قراءة تاريخ الوطن كلما عرفت عمق الجذور الراسخة التي بُني عليها

هذا الزخم التاريخي العظيم يحتاج منا الكثير من القراءة المتأنية وتوجيه الأجيال القادمة في مختلف المجالات إلى الوعي به ومعرفته والاعتزاز به فالحضارة التي وصلنا إليها لم تنبت من فراغ بل كان لها بداية وتسلسل زمني ورجال حملوا على أكتافهم حفظ هذه الدولة ونساء لهن تاريخ قديم كن منارة ، رموزٌ تستحق أن تُعرف وتقرأ جيدًا .

يوم تأسيس المملكة العربية السعودية هو يوم يستحق الإشادة والاعتزاز والفخر في قلوب كل السعوديين ، والاحتفاء به يأتي اعتزازاً بالجذور الراسخة لدولتنا العظيمة ،يوم يُعبّر فيه السعوديون عن ارتباطهم الوثيق بقادتهم منذ عهد الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون ، على دستور القرآن الكريم وسنة الرسول صل الله عليه وسلم وإرساء الأمن والوحدة وصمودها أمام محاولات القضاء عليها وحتى يومنا هذا في عهد خادم الحرمين الشريفين وسموُّ ولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله .

ولعلي أشير إلى أن الدولة السعودية الأولى شهدت تنظيم الموارد الاقتصادية، والتفكير في المستقبل، خلال عهد الإمام محمد بن سعود ومن بعده من الأئمة أصبحت مدينة الدرعية عاصمة لدولة مترامية الأطراف، ومصدر جذب اقتصادي واجتماعي وفكري وثقافي، وتحتضن على ترابها معالم أثرية عريقة كثيرة أبرزها حي الطريف الذي وُصف بأنه من أكبر الأحياء الطينية في العالم وتم تسجيله في قائمة التراث الإنساني في منظمة اليونسكو، ومنطقة البجيري وسوق الدرعية، إضافة إلى أن النظام المالي للدولة وصف بأنه من الأنظمة المتميزة من حيث الموازنة بين الموارد والمصروفات ، كما هاجر كثير من العلماء إلى الدرعية من أجل تلقي التعليم والتأليف الذي كان سائدًا في وقتها مما أدى إلى ظهور مدرسة جديدة في الخط والنسخ.

وامتدادًا للدولة السعودية الأولى وبعد انتهائها بسبع سنوات تمكن الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود عام 1240هـ/1824م، من استعادتها وتأسيس الدولة السعودية الثانية التي استمرت إلى عام 1309هـ/1891م ، تمكن الإمام تركي خلالها من توحيد معظم أجزاء شبه الجزيرة العربية في مدة قصيرة مستمرًا على المنهج الذي قامت عليه الدولة السعودية الأولى وهو حفظ الأمن والتعليم والعدل والقضاء على الفرقة والتناحر، وظلت الدولة تحكم المنطقة حتى عام 1309هــ 1891م.

وفي (5 شوال 1319 هـ / 15 يناير 1902م) أسس الملك عبد العزيز آل سعود الدولةَ السعودية الثالثة وذلك بعد فراغ سياسي وفوضى في وسط شبه الجزيرة العربية استمر قرابة عشر سنوات، إذ تمكن الملك عبد العزيز آل سعود في الخامس من شهر شوال عام 1319هـ / الخامس عشر من يناير 1902م من إعادة تأسيس الدولة السعودية الثالثة ووحدها باسم المملكة العربية السعودية، وسار أبناؤه الملوك من بعده على نهجه في تعزيز بناء هذه الدولة ووحدتها.

ومن أجل هذا التاريخ العريق ، صدر الأمر الملكي الكريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بأن يكون يوم 22 فبراير يوماً للتأسيس وهو اليوم الذي يرمز إلى العمق التاريخي والحضاري والثقافي للمملكة العربية السعودية .


عِطْرُ عِطرِ المداد :

يوم التأسيس استذكار لامتداد الدولة السعودية من ثلاثة قرون، وإبرازاَ للعمق التاريخي والحضاري لها، واحتفاءً بالإرث الثقافي المتنوع، ووفاءً لمن أسهم في خدمة الوطن من الأئمة والملوك والمواطنين.

وختامًا : "ارفع راسك انت سعودي" والتاريخ والموروث والأمجاد دثار عزّك


رئيسة التحرير

image

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
إدارة التحرير

القوالب التكميلية للأخبار