• ×
الثلاثاء 15 يوليو 2025 | 07-14-2025

الإعلانات المُضلِّلة في مواقع التواصل .. معلومات مغلوطة وتغرير بالمتابع !

الإعلانات المُضلِّلة في مواقع التواصل .. معلومات مغلوطة وتغرير بالمتابع !
0
0
الآن - باتت مواقع التواصل الاجتماعي منصّة ضخمة للإعلانات والترويج في عصر السرعة والتكنولوجيا، ليس فقط للعلامات التجارية الكبرى، بل أيضًا للأفراد والمؤثرين الذين يملكون قاعدة جماهيرية واسعة .
ولكن ما يُثير القلق اليوم هو تنامي ظاهرة “الإعلانات المضلِّلة” التي تحمل في طيّاتها وُعودًا برّاقة ومعلومات مغلوطة، تُغرِّر بالمتابِع وتستغل ثقته .

تُصوّر هذه الإعلانات منتجاتٍ أو خدمات على أنها “الحل السحري” لمشاكل شائعة، سواء في الجمال أو الصحة أو إنقاص الوزن أو الربح السريع ، فيظهر بعض المؤثرين من الجنسين للترويج لكريم يعالج جميع عيوب البشرة في أيام، أو مشروب يُذيب الدهون في أسبوع، وغير ذلك الكثير دون أي إثبات علمي ، وقد تكون في الإعلان عن قروضٍ أو شراء عقار أو إيجار شاليهات بأرقام بعيدة تماماً عن الواقع ، دون تصريحٍ رسمي من الجهات المختصة .

واللافت أن كثيرًا من هذه الإعلانات لا تظهر حقيقتها إلا بعد أن يقع المتابِع "ضحية التجربة" ، ليكتشف أن التجارب فاشلة ، والمنتج لا يفي بوعوده، أو أنه يحمل أضرارًا جانبية غير مذكورة ، حقيقتها وجه جميل ، ومحتوىً مزيف ، وتعتمد على إخفاء الحقائق الجوهرية ، مثل الأعراض الجانبية، أو أن المنتج لا يناسب جميع الفئات.
كما تُمارس بعض الشركات التضليل من خلال استخدام شهادات مزوّرة أو تزييف تجارب المستخدمين عبْر صور “قبل وبعد” غير حقيقية.

في حالات كثيرة، يكون المؤثر نفسه غير ملم بتفاصيل المنتج، بل يروّج له فقط مقابل مبلغ مالي، دون مراعاة للآثار التي قد تطال المتابعين الذين يثقون به.
وبحسب تقارير عالمية، فإن الإعلانات المضللة على الإنترنت تسببت في خسائر بمليارات الدولارات سنويًا، إلى جانب تآكل الثقة بين الجمهور والمعلنين، بل وحتى بين الجمهور والمنصات نفسها.
وفي العالم العربي، تكررت شكاوى من متابعين تعرّضوا للاحتيال أو الضرر الصحي والنفسي بسبب منتجات تم الترويج لها عبر مشاهير مواقع التواصل، دون أي رقابة تُذكر.

ولمكافحة هذه الظاهرة،تقوم الجهات الرقابية في المملكة بفرض تشريعات واضحة تُلزم المؤثرين والمعلنين بالإفصاح عن تفاصيل المنتجات، والتحقّق من جودة المنتج وتصريحه قبل النشر ،

ويظل هناك أصحاب تجارب الخلطات التي لاتروِّج لمنتج بل تستغل جهل بعض المتابعين لعرض خبراتهم الخاصة باستخدام الأعشاب والزيوت وغيرها ، مما يحتاج إلى توعية مجتمعية بأضرارها ومخاطرها فما يناسبك لايناسب غيرك .
وهناك مسؤولية كبيرة على عاتق المنصات نفسها، التي ينبغي أن تُراجع المحتوى الإعلاني وتتّخذ إجراءات فورية ضد المضللين للقيام بدورها في حماية الأفراد .
أما الجمهور، فهو خط الدفاع الأول ، يجب أن يُدقّق في كل إعلان يُشاهده، وألّا ينساق خلف كل ما يُقال، بل يعتمد على مصادر موثوقة ويشارك تجاربه لتوعية الآخرين.

الإعلانات المضللة ليست مجرد محتوى عابر على شاشة الهاتف، بل هي تهديدٌ حقيقي لثقة الناس وسلامتهم .
وبين تغرير المتابِع وتهاون المروّجين، تبقى الحاجة ماسّة لجهود مكثفة في نشر الوعي بتضافر الجهود " فكلنا مسؤول " .